باراسورف: حين تتحدى شغف الأمواج الإعاقة
في فرنسا، يُبتر سنويًا ما يقارب 10,000 شخص، غالبًا من الشباب النشطين بسبب الحوادث. بالنسبة لجيفروا موشيبوف، الطبيب في مستشفى بوردو الجامعي والهاوي الشغوف بركوب الأمواج، فقدان ساقه اليسرى في 2020 كان يمكن أن يُنهي علاقته بالمحيط. لكنه حوّل محنته إلى ابتكار مذهل: باراسورف، طرف اصطناعي مصمم خصيصًا لمواجهة الأمواج.
قصة تحدي تكنولوجي وإنساني
مارس 2020: حادث يُغيّر الحياة
أثناء وجوده في إيطاليا، صدمت سيارة جيفروا، مما أدى إلى بتر ساقه. بدلًا من الاستسلام، قرر هذا الطبيب المختص في الإنعاش الجراحي تحقيق حلمه: صنع طرف اصطناعي يتكيف مع رياضة الركمجة. بعد تجربة نماذج موجودة (مثل تلك التي قدمها المتزلج إريك دارجينت)، لاحظ عدم ملاءمتها: صلابة مفرطة، تأثر بالمياه المالحة، وقلة مرونة.
2023: ولادة طرف اصطناعي “صديق للمحيط”
بمساعدة مهندسين من كلية الفنون والمهن ومعهد ميكانيكا بوردو، صمم نموذجًا فريدًا:
- مفصل ثلاثي (ورك-ركبة-كاحل) لوضعية طبيعية على اللوحة.
- مواد مقاومة (تيتانيوم، ألومنيوم) ضد التآكل وخفيفة الوزن.
- قابل للتعديل لبتر الساق أو الفخذ.
انضمت شركة أورثوبروسيكيور الناشئة، بقيادة المهندس هنري بلان، للمساعدة في تطوير المشروع.
لماذا يُعد باراسورف نقلة نوعية؟
1. حل مخصص للرياضات المائية
قبل باراسورف، كانت الأطراف الاصطناعية هشة أمام مياه البحر أو الرمال. بفضل مرونتها ومتانتها، يُسدّد هذا الابتكار فجوة تكنولوجية كبيرة.
2. إتاحة المشاركة للجميع
بدءًا من 2024، سيتم توزيع نماذج مجانًا في جيروند لاختبارها، بهدف:
- جعل الطرف الاصطناعي في متناول الجميع.
- تكييفه مع رياضات أخرى مثل التزلج الشراعي والتجديف.
3. رسالة أمل قوية
جيفروا، المصنف الخامس عالميًا في باراسورف، يجسد الإصرار: إعاقته لم تمنعه من تحقيق أحلامه.