الكومبوتشا هو مشروب مخمر يتكون أساساً من الخميرة والبكتيريا، ومعروف بخصائصه المضادة للأكسدة وفوائده البروبيوتية. وفقًا لدانيال ميرنستاين، أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة جورجتاون، أظهرت أبحاث واعدة على القوارض ومجموعة صغيرة من الأشخاص غير السكريين أن هذا المشروب يمكن أن يقلل من مستويات السكر في الدم. ومؤخراً، أراد ميرنستاين وفريقه أن يعرفوا ما إذا كانت الكومبوتشا تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم لدى البالغين الذين يعانون من السكري من النوع الثاني. لهذا الغرض، أجروا دراسة نشرت في مجلة “الحدود في التغذية”.
تمت دعوة المشاركين لتناول إما الكومبوتشا أو دواء وهمي ذو نكهة مماثلة لمدة أربعة أسابيع. بعد فترة “فصل” لمدة شهرين للتخلص من تأثيرات هذه المشروبات، تم تبديل الكومبوتشا والدواء الوهمي بين المجموعات. واستمروا المشاركون في تناول المنتجات لمدة أربعة أسابيع إضافية. وشدد ميرنستاين على أن “إحدى قوة تجربتنا هي أننا لم نخبر الأشخاص ما يجب أن يأكلوه لأننا استخدمنا تصميمًا تقاطعيًا يقيد تأثيرات أي تغيير في نظام الغذاء الخاص بالشخص”. ثم تم قياس مستويات السكر في الدم عند الصوم في مراحل متعددة خلال الدراسة. وتم تقييم نتائج ثانوية مثل صحة الجهاز الهضمي وحالة الجلد والصحة النفسية والصحة التناسلية للإناث باستخدام استبيان.
أظهرت النتائج أن الكومبوتشا خفض من متوسط مستوى السكر في الدم عند الصوم من 164 إلى 116 ملغ/دل بعد أربعة أسابيع، على عكس الدواء الوهمي (162 مقابل 141 ملغ/دل). كما فحص الباحثون أيضا تكوين الكائنات الدقيقة المخمرة في الكومبوتشا لتحديد المكونات الأكثر نشاطا. ووفقا لمراقبتهم، كانت المشروب مكونة أساسا من البكتيريا اللاكتية، والبكتيريا الخلوية، ونوع من الخميرة يسمى ديكيرا، حيث كان كل ميكروب موجود بمعدل تقريبي.
وفي الختام، ختم تشاجاي مندلسون، المؤلف المشارك في الدراسة: “تمكنا من تقديم دلائل أولية على أن مشروبا شائعا قد يكون له تأثير على السكري. نأمل أن يتم إجراء تجربة أكبر بكثير، باستخدام الدروس التي تعلمناها في هذه الدراسة، لتقديم إجابة أكثر تحديدا حول فعالية الكومبوتشا في خفض مستويات السكر في الدم، وبالتالي الوقاية من أو مساعدة في علاج السكري من النوع الثاني”.