من المعروف جيدًا أن تفاحة واحدة في اليوم تبعد الطبيب، كما يقول المثل الإنجليزي الشهير. وليس ذلك بدون سبب. وفقًا لعيادة كليفلاند في الولايات المتحدة، فإن هذه الفاكهة تحمل العديد من الفوائد الصحية. تؤكد أمبر سومر، أخصائية التغذية: “التفاح شهير لسبب وجيه. إنه سهل التناول أثناء التنقل وطعمه لذيذ. ولكن ما لا يعرفه معظم الناس هو أن تناوله بانتظام يمكن أن يحسن الصحة بشكل كبير.”
أولاً، التفاح قليل السعرات الحرارية، حيث تحتوي تقريباً على 60 سعرة حرارية لكل تفاحة. بالإضافة إلى ذلك، فإنها غنية بمضادات الأكسدة والألياف والماء. وهذه كلها تجعلها فاكهة صديقة للصحة. تقدم الخبيرة أمبر سومر سبعة أسباب مقنعة لتضمين التفاح في نظامنا الغذائي.
التفاح يثبت مستوى السكر في الدم: “عندما تتناول الأطعمة الحلوة والمصنعة مثل الدونات، يزداد مستوى الجلوكوز، أي السكر، في دمك”، توضح أمبر سومر. “ولكن عندما تختار الأطعمة الغنية بالألياف ومنخفضة السكر مثل التفاح، يتم الحفاظ على مستوى الجلوكوز ثابتًا.” والجلوكوز الزائد في الدم يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. وهذا المرض المزمن يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية أو الذبحة الصدرية. أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من تفاحة واحدة يوميًا لديهم خطر أقل بنسبة 28% للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري بالمقارنة مع الذين لا يتناولون التفاح.
التفاح يخفض مستوى الكولسترول: تشير الدراسات العلمية المختلفة إلى أن تناول تفاحة يوميًا يمكن أن يقلل من مستوى الكولسترول بنسبة تتراوح بين 5 إلى 8%. “مستوى مرتفع من الكولسترول هو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب، لأنه يسد الشرايين، مما يحد من تدفق الدم إلى القلب”، تذكر أمبر سومر. “ومع ذلك، فإن مضادات الأكسدة والألياف الموجودة في التفاح تشكل تركيبة رائعة للمساعدة في خفض هذا المستوى.” ووفقًا للخبيرة، ترجع هذه الفوائد إلى البكتين، واحدة من الألياف الموجودة في التفاح، التي تتمتع بالقدرة على الارتباط بالكولسترول في الجهاز الهضمي وإزالته.
التفاح يساهم في خفض ضغط الدم: أظهرت دراسة أسترالية أن تناول التفاح يساعد في خفض ضغط الدم. ووفقًا للأبحاث المختلفة، فإن المضادات الأكسدة والألياف الموجودة في التفاح، خاصة في قشره، تمتلك تأثيرات إيجابية على الدورة الدموية. وضغط الدم المرتفع يتوافق مع ارتفاع الضغط في الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الأمراض القلبية والأوعية.
التفاح يخفف الالتهاب: يمتلك التفاح أيضاً خصائص مضادة للالتهاب. الألياف التي يحتوي عليها بالإضافة إلى الكويرسيتين، وهو مضاد للأكسدة، يعملان على تقليل الالتهاب في الجسم، خاصة عندما يكون الالتهاب مزمنًا. “أظهرت دراسة تشمل 1600 شابًا وشابة أن تناول التفاح والأجاص يمكن أن يحمي من تطور الربو”، تضيف أخصائية التغذية.
التفاح يدعم توازن الجهاز الهضمي: يمتلك الكويرسيتين أيضاً تأثيرات إيجابية على الجهاز الهضمي، الذي يتكون من الكائنات الدقيقة. إنه يمنع تكاثر الكائنات الضارة. بالإضافة إلى ذلك، يعمل البكتين كمادة تغديه، تغذي الكائنات الضارة، مما يعزز الصحة الجيدة للأمعاء.
التفاح يوفر شعوراً بالشبع لفترة طويلة: “بسبب احتوائها العالي على الماء والألياف، يُعتبر التفاح وجبة خفيفة ثقيلة”، تشير أمبر سومر. “الألياف تساعد في تباطؤ عملية الهضم، مما يجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول.” محتوى السعرات الحرارية المنخفضة (متوسطها 54 سعرة حرارية لكل 100 جرام) في هذه الفاكهة يجعلها أيضاً وجبة خفيفة صحية.
التفاح يساهم في الطول العمر: أظهرت دراسة في عام 2016 أن المشاركين الذين يتناولون تفاحة واحدة يومياً لديهم 35% من فرصة أقل للوفاة في غضون خمسة عشر عاماً. على وجه التحديد، يمكن أن يقلل التفاح من خطر الإصابة بسرطان أو أمراض القلب، والتي تعد من أسباب الوفاة الشائعة.
لذا، التفاح، الذي يتوفر من يوليو (للأصناف الأولية) حتى نوفمبر (للأصناف الأخيرة)، يقدم فوائد صحية متعددة. علاوة على ذلك، فهو سهل الوصول إليه، وبأسعار معقولة، ويمكن تخزينه بسهولة طوال العام. ومع ذلك، يفضل تناولها كاملة وطازجة وغير مقشرة، بدلاً من تناولها في صورها المعالجة. إذ لا تقدم المربى وعصائر التفاح نفس الفوائد للجسم.