جائزة قطر العالمية لحوار الحضـارات، الدورة الثـالثـة 2020- 2021
في موضوع:
” دور وسائل الدعوة والإعلام في ترسيخ قيم التعايش والحد من خطاب الكراهية”
بالتعاون بين كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية-جامعة قطر، واللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية القطرية، واتحاد جامعات العالم الإسلامي بمنظمة الإيسيسكو.
1- السياق العام للجائزة:
يشهد العالم مرحلة مضطربة على الصعيدين الإقليمي والدولي، تفاقمت فيها الأزمات التي تهدد استقرار المجتمعات الإنسانية، والتي تُخِلّ بالأمن والسلم الدوليين، مما ينعكس على رسالة الدعوة والإعلام، وعلى الدور الذي تضطلع به في نشر الحقائق، وتنوير العقول، وإشاعة الثقافة البانية، وترسيخ قيم التعايش والحد من الكراهية. لقد أصبح الدور الأساس لوسائل الإعلام في ظل الظروف الدولية المضطربة هو نشر السلام، وتعزيز قيم الحوار بين الثقافات والحضارات والتسامح والتعايش بين الأمم والشعوب ومواجهة الكراهية والحد منها. وإذا كانت التحولات المجتمعية الراهنة هي من القوة بحيث تؤثر في رسالة الدعوة والإعلام، فإن مسؤولية القائمين عليها تتضاعف إزاء التعامل مع ما هو سلبيٌّ من هذه التحولات، وتوجيهه نحو خدمة المجتمعات، لتكون الرسالة الدعوية والإعلامية رسالة إنسانية تنشر قيم الاعتدال والوسطية، وتعزز ثقافة الحوار والسلام.
ويعيش المجتمع الدولي اليوم واقعاً يسوده القلق والتوتر، ومن أسباب ذلك انحراف الإعلام عن أداء رسالته الإنسانية وعن قصور في الحوار بين الثقافات الإنسانية، ومن مظاهر ذلك الانحراف والقصور؛ عدم التمييز بين الحق في التعبير وواجب احترام حقوق الإنسان والكف عن ممارسة الكراهية. إن الحديث عن دور وسائل الدعوة والإعلام في ترسيخ قيم التعايش والحد من الكراهية لا ينفصل عن القضايا الرئيسة التي تشغل اليوم بال النخب الفكرية والثقافية والأكاديمية على الصعيد العالمي، والتي تشكل محوراً من محاور العلاقات الدولية في سياقاتها الثقافية خاصة ما يتعلق ببناء السلام من خلال نشر قيم الحوار والتعايش والتسامح، ودورهم في تطوير المجتمع واستقراره والتعايش بين مختلف فئاته باعتبار كل الوسائل صانعة للرأي العام، وبمثابة القوة الدافعة لطاقات الشعوب نحو تحقيق التقدم والازدهار والانفتاح على الآفاق الإنسانية، وإشاعة ثقافة الوئام والتسامح والتعايش والتفاهم والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب. وإذا كان الحوار والإعلام الهادف إلى نشر الحقائق وتنوير الرأي العام يوفران أجواء التعايش السلمي بين الأمم والشعوب، فإنهما يساهمان كذلك في الحد من الكراهية والتمييز العنصري.
ويلاحظ أن خطاب الكراهية يتصاعد في عالمنا اليوم بشكل مخيف، رغم الجهود الكبيرة التي بُذِلت خلال العقود الثلاثة الماضية، في مجال الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، فانقلب الوضعُ من العمل المشترك من أجل تعـزيز هذه القيم السامية والمبادئ المثلى، إلى التعاون في مواجهة هذه الظاهرة المقيتة، التي تنشر خطاب الكراهية والعنصرية الدينية والعرقية، على النحو الذي يخلّ بالأمن والسلم الدوليين. لقد انتشر خطاب الكراهية عبر وسائل الإعلام على نطاق واسع، وهو خطابٌ موجَّه في أغلبه، إلى المهاجرين والأقليات الدينية، وإلى ثقافات معينة، بحيث يتم التركيز على النيل والتخويف منه، وازدرائها.. وهذا النوعُ من التمييز العنصري وكراهية الآخر، بقدر ما هو إذكاءٌ لمشاعر العداوة والبغضاء، فإنه من أسباب تأجيج التصادم بين الثقافات، والصراع بين الحضارات، ونسف الجهود المبذولة من أجل ترسيخ قيم التعايش والتسامح.
وإذا كان التعايش بين الأمم والشعوب يعد من أهم القيم التي على أساسها بُنِيت العلاقات الدولية في المجتمع الدولي المعاصر، فإن ضرورة ترسيخ قيمه عبر مناهج التعليم والبرامج الإعلامية أضحتْ مُلحّة اليوم في ظل النظام الدولي المعولم، حيث أُزيلتْ الحواجز بين الأقطار والشعوب، وتضاءلت المسافات، وتشابكت المصالح بين الدول وامتزجت الحضارات والثقافات، فتداخلت مع بعضها البعض. ولذلك أنتج المجتمع الدولي ترسانة من قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان، وقواعد القانون الدولي للإعلام والتي تؤكد جميعها على ضرورة التدخل للحد من تطاول وسائل الإعلام على حق الآخرين في احترام خصوصياتهم الدينية والثقافية، من أجل تعزيز قيم السلم والأمن والعيش المشترك. فالجهاز الاتفاقي لحقوق الإنسان، على سبيل المثال، وضع قيودا لحرية الرأي والتعبير عبر وسائل الإعلام، إن هي تمادت في التعدي على الحياة الخصوصية للأفراد أو حاولت المساس بأمن الدول، أو بالنظام العام، بمختلف مكوناته الاجتماعية والاقتصادية، أو عندما تتجرأ على إثارة وتشجيع العنصرية والكراهية بمختلف ضروبها. إن هذه القيود التي يحفل بها القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي للإعلام قد صارت قواعد آمرة لا تجوز مخالفتها اتفاقاً.
كما أصبح من الضروري توعية المؤسسات الدعوية والإعلامية بالتأثيرات السلبية لخطاب الكراهية في المجتمعات، وتمكين الدعاة والإعلاميين من امتلاك أفضل تقنيات ومهارات تحليل خطاب الكراهية، وإنتاج مضامين إعلامية بديلة تحُثُّ أفراد المجتمع على التشبّع بقيم التعايش وأهمية التسامح واحترام الآخر. كما أن دور وسائل الدعوة والإعلام سيكون فاعلاً ومؤثِّرًا في ترسيخ التعايش ومواجهة الكراهية عندما تقوم هذه الوسائل، في شكلها التقليدي والجديد، بالتعريف بالثقافات والتقاليد والمعتقدات المختلفة للقضاء على الصور النمطية التي تعزِّز مواقف الكراهية داخل وسائل الإعلام. ولتحقيق هذه الأهداف، فإن الحاجة ماسة لتطوير القدرات المهنية والتواصلية للدعاة والإعلاميين من أجل التعرف على خطاب الكراهية ومواجهته بأنجع الطرق.
وفي هذا السياق، وحيث إن وسائل الدعوة والإعلام تعد من أهم آليات التعبير في العالم المعاصر، ومن المقومات الأساسية لنشر قيم التسامح و تعزيز التعددية والتنوع الاجتماعي وضمان السلم والأمن، ووعياً من الجهات المشرفة على تنظيم جائزة قطرالعالمية لحوار الحضارات بأهمية انخراط الباحثين في الجهود الدولية الهادفة إلى ترسيخ قيم التعايش والحد من خطاب الكراهية ، ومساهمة منها في تفعيل القرارات الأممية الداعية إلى حظر نشر الأفكار القائمة على الكراهية العنصرية ، وحرصاً منها على تشجيع ودعم إنتاج خطاب إعلامي رصين وموضوعي قائم على المصداقية وقادر على الحد من خطاب الكراهية والدعوة للتسامح ونشر قيم التعاون والسلام، فقد تم اختيار موضوع الدورة الثالثة لجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات، لعام 2020-2021 ، بعنوان “” دور وسائل الدعوة والإعلام في ترسيخ قيم التعايش والحد من خطاب الكراهية”
وقد تم تحديد ثلاثة مجالات رئيسة للمساهمات العلمية المرشحة للمشاركة في الجائزة وهي:
– المجال التأصيلي والمفاهيمي.
– المجال القانوني والحقوقي.
– المجال التطبيقي والميداني.
2- محاور الجائزة:
· المحور الأول: آليات التواصل الحضاري ووسائل تفعيل الدعوة الإسلامية للحد من خطاب الكراهية وتعزيز العيش الإنساني المشترك.
· المحور الثاني: الخروقات الأخلاقية والقانونية للمضامين الإعلامية المروجة للكراهية والصراع الحضاري والإسلاموفوبيا.
· المحور الثالث: تقنيات توظيف الإعلام الجديد لنشر قيم التعايش بين أوساط الشباب ومواجهة الكراهية.
· المحور الرابع الممارسات الفضلى لتأهيل البرامج الدينية في وسائل الإعلام الجماهيري من أجل التعايش والتسامح بين أتباع الأديان.
· المحور الخامس: دراسة أنموذجية لشخصيات علمية وفكرية وحضارية؛ محلية وإقليمية وعالمية، ذات تأثير فعال على الرأي العام الإقليمي والدولي في تعزيز قيم التعايش وتجفيف منابع خطاب الكراهية.
3ــ شروط المشاركة:
– الالتزام بمحور من محاور موضوع الجائزة.
– الطرح المعرفي والمنهجي العميق؛ في البحث.
– ألا يقل البحث عن (100.000 –مائة ألف كلمة/ حوالي 300 صفحة؛ وفقاً للمواصفات المطلوبة في الإخراج والرقن).
– أن يكون البحث باللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية.
– أن يكون البحث أصيلاً مبتكرًا وموثَّقاً بالإحالة إلى المصادر والمراجع، غير مستل من رسالة علمية أو منشور من قبل.
– وتكون الإحالة تامة عند أول ذكر لها في الهامش، وتذكر المصادر والمراجع مرتبة على حروف المعجم في نهاية البحث، وتتضمن الخاتمة خلاصة لأفكار البحث وأهم النتائج التي يتم التوصل إليها.
4ــ كيفية المشاركة:
يجب أن يتضمن خطاب المشاركة ما يلي:
– سيرة ذاتية كاملة للمشارك مع صورة حديثة ملونة عالية الوضوح.
– خطاب نية المشاركة وإرسال ملخص للبحث في صفحتين على الأقل(وِفق مواصفات الرقن المبينة أسفله)، قبل تاريخ 01 يوليو 2020.
– نسخة نهائية من البحث بصيغة ًWord وPDF، تسلم قبل تاريخ 01 مايو 2021.
– تقديم خطاب يتعهّد بموجبه المشارك بأن البحث غير مستل من رسالة علمية ولم يسبق نشره.
– بالنسبة لأبعاد النص الذي يُكتب ويُرقَن به البحث؛ فتكون كما يلي:
-نوع الخط باللغة العربية: Traditional Arabic حجم المتن: 16/ الحاشية: 12 .
– نوع الخط باللغة اللاتينية: Times New Roman حجم المتن:12/ الحاشية: 10.
ــــ المسافة بين السطور:( single (one line
ـــ الهوامش: utsizeA4 (210x297mm) 8.27”x11.69
ـــ وتكون الإحالة تامة عند أول ذكر لها في الحاشية، وتُذكر المصادر والمراجع مرتبةً على حروف المعجم في نهاية البحث، وتتضمن الخاتمة خلاصة لأفكار البحث وأهم النتائج التي يتم التوصل إليها.
5ــ قيمة الجائزة:
حُدِّدت قيمة الجائزة على حسب نوعية الفائزين:
– الفائز الأول: 160.000 ريال قطري (مئة وستون ألف ريال قطري)
– الفائز الثاني: 90.000 ريال قطري (تسعون ألف ريال قطري)
– الفائز الثالث: 50.000 ريال قطري (خمسون ألف ريال قطري)
كما تتولى الجهات الراعية طباعة بحثي الفائز الأول والثاني وتوزيعهما، على أن يستفيد الفائز من 50 نسخة.
– قد تُحجَبُ الجائزة في حال عدم استيفاء المعايير المطلوبة علميا ومنهجيا وتوثيقا.
6ــ موعد تسليم الجوائز:
يُعلن عن الفائزين في موعد خلال النصف الثاني من سنة 2021 بمناسبة الدوحة عاصمة للثقافة الإسلامية، وتُوزَّع الجوائز في حفل متميز والذي يرعاه سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية في دولة قطر، ويُدعى الفائزون لحضور الحفل وتَسلُّم الجوائز ، وتتكفل الجهات المنظمة بمصاريف النقل والإقامة خلال حفل توزيع الجوائز.
7ــ وسائط الاتصال:
تُرسل المشاركات حصْرًا على البريد الإلكتروني للجائزة؛
وهو: csis-worldhiwar@qu.edu.qa